لم تمر سنة 2016 بردا وسلاما على الرياضة الجزائرية بصورة عامة، فقلت النتائج وكثرت الفضائح والمشاكل التي شغلت الشارع الرياضي الجزائري وحتى خارجه، وكانت البداية بالألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو وما صاحبها من فضائح على مستوى المسؤولين عن البعثة دون تناسي النتائج الهزيلة التي قلل من وقعها البطل الأولمبي توفيق مخلوفي بفضيتين.. ولم تتوقف الفضائح عند مدينة ريو، بل تعدتها للمنتخب الوطني لكرة القدم الذي تراجعت نتائجه في تصفيات كأس العالم، وعجل لاعبوه بطرد الصربي راييفاتس من على رأس العارضة الفنية بعد شهرين من تعيينه في سابقة خطيرة داخل بيت الخضر، وانتقلت عدوى الفضائح للبطولة الجزائرية مع ملف عين الفكرون في الرابطة الثانية، وصولا لإقصاء وفاق سطيف من قبل الكاف بسبب العنف الذي ضرب من جديد البطولة الجزائرية التي ميزها دخول “السينيال” على الخط ليرهب المناصرين ويبعث بهم للمستشفيات. وكانت سنة 2016 سعيدة للدولي الجزائري رياض محرز مع ألقابه الشخصية التي نصبته سفيرا للجزائر فوق العادة وبات أهم ما ميز السنة الرياضية المنقضية رفقة توفيق مخلوفي.
انسحاب الشرطة من الملاعب.. وعودة العنـف بـ”السينيال”
وميزت سنة 2016 تطبيق المديرية العامة للأمن الوطني لمقترح الانسحاب التدريجي من الملاعب وترك أعوان الملاعب الخاصين بكل فريق مستقبل يقوموا بتأطير الأنصار كما هو معمول به في الدول المتقدمة على مستوى كرة القدم، غير أن الإجراء قوبل بموجة من العنف هزت معظم الملاعب الجزائرية، خاصة في بداية المحترف الأول والثاني التي شهدت مشاحنات ومصادمات بين الأنصار دفعت الأندية للمطالبة بعودة الشرطة حتى لا تكلف نفسها عناء تكوين الأعوان وتسديد رواتبهم، وهو ما كانت له انعكاسات سلبية راح ضحيتها مناصر من مولودية الجزائر ضرب بـ«السينيال” وكأن الأمر يتعلق بحرب وليست رياضة، حيث يعد استعمال هذا السلاح سابقة في الملاعب الجزائرية، رغم أن القانون يجرم حامله وحتى من يتاجر فيه لأنه قد يتسبب في القتل.
سوسطارة تتوج بالبطولة والسوبر.. والعميد ينال الكأس الثامنة
نال اتحاد العاصمة لقب رابطة موبيليس الأولى لموسم 2016، وهو التاج السابع في مشواره بعدما فاز سابقا بهذا اللقب مواسم 1963-1996-2002-2003-2005-2014. وكان الإتحاد قد حسم أمر تتويجه قبل ثلاث جولات عن نهاية البطولة. كما توج الفريق في السنة نفسها بلقب الكأس الممتازة على الغريم مولودية الجزائر بثنائية نظيفة في المباراة التي جرت بملعب تشاكر بالبليدة,وعرفت السنة الرياضية أيضا تتويج العميد بلقب كأس الجمهورية على حساب نصر حسين داي بهدف دون رد ليكون التتويج الثامن في تاريخ الفريق العاصمي.
مسرحية الخروب وعين الفكرون.. الفاف والرابطة شاهد “ما شافش حاجة”!
شهدت البطولة الجزائرية في قسمها الثاني ترسيخا لمبدأ الفساد وسطوة أصحاب اليد العليا، وهو ما تجسد في مباراة جمعية الخروب وشباب عين الفكرون، حيث شاهد العام والخاص ما حدث في تلك المقابلة من تواطؤ للاعبي الخروب لتسهيل مهمة الخصم في الفوز وضمان البقاء في الرابطة الثانية، غير أن أعين الرابطة والاتحادية رأت في ذلك أمرا مغايرا بعدما حكمت على اتحاد الشاوية بالنزول للقسم الهاوي، قبل أن تتدخل المحكمة الرياضية بأمر آمر وتبقي شباب عين فكرون ضمن الرابطة الثانية المحترفة في سابقة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في بطولتنا الجزائرية.
الجماهير الجزائرية تُبهر العالم بتضامنها مع “قضية العرب” في ودية فلسطين
سيبقى شهر فيفري من عام 2016 راسخا في أذهان العديد من الجزائريين والفلسطينيين وكذا العديد من الشعوب العربية، بعد المباراة التاريخية التي جمعت المنتخب الوطني للآمال أمام نظيره الفلسطيني وديا في لقاء تاريخي بملعب 5 جويلية الأولمبي، سجلت فيه الجماهير الجزائرية مفارقة عجيبة، بعدما انفجرت بالفرحة العارمة لهدف النصر الذي سجّله اللاعب الفلسطيني أحمد أبو ناهية في الدقيقة 62 ضد أولمبيي “الخضر”، وسجّل الجمهور الجزائري مفارقة تاريخية في هذه المباراة الفريدة من نوعها التي لم يحدث لها مثيل في أي دولة في العالم، حيث شجّع الجزائريون المنتخب الفلسطيني ضد منتخب بلادهم.
الخضر يقتربون من تضييع خامس مونديال لهم
على غير العادة فشل المنتخب الجزائري في الانطلاق بقوة في تصفيات كأس العالم وبات قريبا جدا من تضييع حلم التواجد للمرة الخامسة على التوالي في المونديال، بعد أن وضع نفسه في موقف محرج، حيث اكتفوا بالتعادل على ملعبهم أمام الكاميرون بملعب تشاكر قبل أن يسقطوا أمام نيجيريا بثلاثية كاملة لتتعقد أمور المنتخب الوطني الذي بات في رصيده نقطة واحدة فقط قد لا تكون كافية للتأهل لمونديال روسيا 2018.
تخفيض عقوبـة بلايــــــلي دوليا والفـــــاف تمانع
كان عام 2016 فأل خير على اللاعب السابق لاتحاد العاصمة يوسف بلايلي، بعدما خفضت محكمة التحكيم الرياضية العقوبة المفروضة عليه إلى عامين بدلاً من أربع سنوات، وهي العقوبة التي فرضها سابقا الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في أكتوبر 2015 على اللاعب بسبب تناول المخدرات، غير أن الاتحادية الجزائرية مانعت القرار ورسمت العقوبة على اللاعب.
غريـب يعود إلى العميــد بعد رفع العقوبة.. لكــن بصراع جديد مع سوناطـراك
كما كان متوقعا، فقد صادق أعضاء الجمعية العامة لـ«الفاف” على الاقتراح الذي تقدّم به بعض رؤساء النوادي المتمثّل في رفع العقوبة عن منسّق الفرع السابق لمولودية الجزائر عمر غريب، وذلك على هامش أشغال الجمعية العادية التي احتضنها مركز سيدي موسى على هذا الاقتراح برفع الأيدي بالإجماع، ليتم العفو رسميا عن عمر غريب بعد 33 شهرا من عقوبة إقصائه من الحركة الرياضية مدى الحياة بسبب حادثة الميداليات في نهائي كأس الجمهورية 2013، ليعيد غريب مجددا “السوبسانس” داخل العميد بعد تجدد الصراع بينه وبين مسؤولي “سوناطراك”.
نتائج هزيـلة في الأولمبـــياد.. وفضيحة براهميـة وعائلته
وعلى عكس أولمبياد لندن سنة 2012 لم تتوج مشاركة النخبة الوطنية في الألعاب الأولمبية في ريو صائفة 2016 بأي ميدالية من المعدن النفيس، وجاءت الميداليات من ابن سوق أهراس توفيق مخلوفي الذي أهدى الجزائر فضيتان حفظ بهما ماء وجه الرياضة الجزائرية في الألعاب والتي كانت صورتها قاتمة حتى في الاختصاصات التي كانت يعول عليها الشارع الرياضي في صورة الملاكمة أو حتى الجيدو، حيث ظهر رياضيو هذين الاختصاصين بعيدين عن المستوى العالي، وما كان يأمله الشعب الجزائري لكن الطامة الكبرى جاءت من رئيس الوفد المرافق براهمية الذي صال وجال رفقة عائلته بأموال الجزائريين، ومنح عائلته الصغيرة عطلة مدفوعة في شواطئ “كوبا كابانا” لتكون النتيجة عزله من قيادة الوفود الرياضية، لكنه خرج دون محاسبة كعادة كل الملفات التي تحيط بها رائحة “الفساد”.
محرز..عنوان التألق وأحسن سفير للجزائر
توج الجزائري رياض محرز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الانجليزي الممتاز، ليكون بذلك أول لاعب إفريقي وعربي يفوز بهذه الجائزة المرموقة وينضم إلى قائمة الأساطير التي حصلت على الجائزة من قبل مثل كيفن كيغن، وكيني دالغليش، وغاري لينيكر، وتيري هنري، وكريستيانو رونالدو، وغاريث بيل، ولويس سواريز. وقاد محرز فريقه ليستر سيتي للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى في تاريخه، مسجلا 17 هدفا لفريقه ومساهما في 11 هدفا آخر بتمريراته الدقيقة ومراوغاته القاتلة. كما منحت الصحافة الجزائرية محرز جائزة أفضل لاعب جزائري، وهي الجائزة التي تمنح لأفضل اللاعبين الجزائريين في الدوري المحلي أو في الخارج.
توفيق مخلـوفي يمسح الأرض بمسؤولي الرياضة.. قبل أن يصمت!
لم يكن ينتظر أحد أن يخرج البطل الأولمبي توفيق مخلوفي عن صمته ليتحدث عن الظلم الذي يعيشه الرياضي الجزائري والفساد الذي يحيط بالأموال التي تمنح لتحضير رياضيي النخبة وفتح النار في إحدى مداخلاته على ما أسماهم بمحطمي الشباب الجزائري، متهما بعضهم بتحويل الأموال الكثيرة التي تمنحها الدولة لأغراض شخصية والنتيجة تراجع كبير للنتائج على المستوى الأولمبي، وكان يعتقد الجميع أن الأمر سيحدث زلزالا في الوسط الرياضي لكن الأمور هدأت بعد سكوت وهدوء مخلوفي الذي لم يف بوعده بعقد ندوة صحفية وفضح المستور وكأنه رضخ للضغوطات.
ابن سوق أهراس الشجرة التي تغطي الغابة في ريو
تبقى ألعاب القوى تلك الشجرة التي تغطي الغابة، خاصة في المحافل الدولية والأولمبية، وهو ما تكرر مرة للمرة الثانية على التوالي عندما منح توفيق مخلوفي فضيتان في اختصاصي 800 متر و 1500 متر ليضع الجزائر في مرتبة متقدمة أمام العرب في سيناريو تكرر كثيرا، رغم أن الجزائر شاركت بوفد يعد قياسيا بعد ذلك الذي شارك في ألعاب بكين، ليكون ابن مدينة سوق أهراس منقذ سمعة الرياضة الجزائرية التي كادت أن تغادر بخفي حنين لولا إصرار مخلوفي الذي تحصل على الذهب في أولمبياد لندن 2012.
سليــماني ينتقل من سبورتينغ إلى ليـستر في صفقة قيـاسية
انتقل الدولي الجزائري إسلام سليماني من ناديه البرتغالي سبورتينغ إلى ليستر الذي ينشط في البرميرليغ بصفقة قياسية بلغت أكثر من 30 مليون أورو لينصب نفسه أغلى لاعب جزائري في تاريــــــــــــــــــــخ الانتقالات.
نهـائي تاريخي للمـوب في كـأس الكـاف
حققت مولودية بجاية الاستثناء هذا الموسم خلال مشاركتها في كأس الكاف لأول مرة في تاريخها، وواجه ممثل الكرة الجزائرية تيبي مازيمبي الكونغولي في نهائي مثير تعادل فيه ببجاية بهدف لمثله قبل أن ينهزم برباعية وهو ما كلف “الموب” تضييع فرصة أن يكون ثاني فريق جزائري يتوج باللقب بعد شبيبة القبائل التي سبق لها وأن فازت به في ثلاث مناسبات متتالية.
“الكاف” تقصي وفاق سطيف من رابطة الأبطال دون وجه حق
ومن المفارقات في سنة 2016 أن انطلاقتها كانت مفاجأة غير سارة للكرة الجزائرية على وجه العموم، بعد أن أقصت ممثل الكرة الجزائرية وفاق سطيف من مسابقة رابطة أبطال إفريقيا بعد اجتياح ثلة من أنصار الوفاق لأرضية ملعب الثامن ماي في مقابلة صانداونز في الجولة الأولى من دور المجموعات ليكون الحكم صادما بإقصاء النسر السطايفي، في الوقت الذي حكمت فيه لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الإفريقي على النجم الساحلي أمام الترجي تقريبا في نفس القضية بمباريات دون جمهور، ليتأكد للمرة الألف أن الكاميروني عيسى حياتو لايزال يسعى وراء الثأر من كل ما هو جزائري، خاصة بعد مقتل ايبوسي.
الجزائر تخسر هيــــبتها قاريا في كرة اليد
فقدت كرة اليد الجزائرية كل هيبتها على الصعيد العربي والإفريقي بعدما فقدت تأشيرة التأهل إلى مونديال فرنسا 2017 خلال مشاركتها في كأس أمم إفريقيا بمصر، وبهذا الإخفاق، أكدت كرة اليد الجزائرية لصنف الرجال، للمرة الثانية على التوالي، تدهورها الرهيب بعد المشاركة الكارثية في مونديال قطر 2015، عندما حل في المركز الأخير من بين 24 منتخبا. وأقصي المنتخب الوطني من الدور نصف النهائي لـ(كان-2016) على يد نظيره التونسي الذي هزمه بنتيجة (18-27)، فاقدا بذلك اللقب الذي توج به سنة 2014 خلال الطبعة 21 التي احتضنتها الجزائر، وما زاد الطين بلة إخفاق رفقاء مقراني في الحصول على المركز الثالث بعد انهزامهم أمام أنغولا بنتيجة (19-25)، في اللقاء الترتيبي. وهو الأمر الذي سارت عليه سيدات “الخضر” اللواتي سجلن بدورهن مشاركة مخيبة للآمال في دورة انغولا، رغم كل التحضيرات والتربصات التي أجروها خارج الوطن وداخله، إلا أنهن أردن سلك نفس نهج زملائهن من الذكور.
