تمر جمهورية الكونغو الديمقراطية بأزمة سياسية عميقة بعد ان قرر الرئيس جوزيف كابيلا ، الذي انتهت عهدته الرئاسية في 19 ديسمبر 2016 البقاء على الكرسي ما أثار أعمال العنف في أنحاء هذا البلد الإفريقي الذي فقدت الحكومة المركزية السيطرة على اجزائه الشرقية و الوسطي فاسحة المجال امام مئات الميليشيات المسلحة و انعكس الوضع الأمني على الشعب الكونغولي بصورة حادة حيث شكل الكونغوليين اكبر موجات نزوح في العالم الى مخيمات دول الجوار اين تم إحصاء 4.5 مليون لاجئ.
و في ظل هذه التوترات تولت الجزائرية ليلى زروقي رئاسة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية "مونوسكو" وهي اكبر بعثة للأمم المتحدة في العالم من حيث عدد جنود حفظ السلام و الأكثر تكلفة على مدار تاريخ ألامم المتحدة .
و تبدو ليلى زروقي في وضع ابعد من ان تجد فيه الأرض مفروشة بالورود في الكونغو حيث الحكومة لا ترغب في وجودها وعبرت عبر وزير خارجيتها انها لن تسمح بعد 2020 باستقبال اي ممثلية للأم المتحدة وذلك بسب المقاربة التي وضعتها الهئية الأممية التي تعطي أولوية للعملية الانتخابية و عقد اانتخابات رئاسية و تشريعية و محلية في 23 ديسمبر القادم، والتي من المفترض أن تضع حداً لهذه الأزمة السياسية الطويلة وأن تسمح بالتناوب السلمي الأول لتاريخ البلد.
وقالت زروقي في حوار لجريدة "لوموند" الفرنسية نشر اليوم ردا على الوزير الكونغولي "ليس لدى "مونوسكو " نية في البقاء إلى الأبد في جمهورية الكونغو الديمقراطية وهي تنفذ إرادة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة " و اضافت "العلاقة مع السلطات في بعض الأحيان صعبة ورفض الكونغو التنسيق معنا يعني ان الحكومة تريد القيام بالأمور لوحدها " مؤكدة انها ستعمل على "تفعيل الحوار بين المعارضة و السلطة " لتأمل ان " تستقر الأوضاع في هذا البلد خلال السنتين القادمتين"
