سارع العديد من النواب الراغبين في العودة إلى مقاعد قبة زيغوت يوسف، بالنزول إلى قراهم ومداشرهم، بعد أن غادروها ذات يوم من سنة 2012، في محاولة منهم لتبييض صورتهم أمام مواطني البلدية والدشرة التي ينحدرون منها.
ترك مؤخرا، عدد معتبر من نواب المجلس الشعبي الوطني، مقاعدهم تحت قبة زيغوت يوسف، وتوجهوا إلى مداشرهم وقراهم التي أوصلتهم إلى قلب العاصمة، هذا ما كشفت عنه بعض صور “السيلفي” التي سارع البعض من النواب إلى نشرها، تأكيدا منهم على العودة إلى الجزائر العميقة التي غادرها البعض من شهر ماي من سنة 2012، خمس سنوات كانت كافية لينسى الناخب من انتخب والمنتخب من انتخبه، غير أن اقتراب موعد التشريعيات المزمع تنظيمها نهاية شهر أفريل أو بداية شهر ماي من السنة الجارية أعاد الحنين إلى القرية لدى بعض النواب الذين يسعون جاهدين للعودة إلى قبة البرلمان.
كما لم يفوت بعض النواب الفرصة لعقد لقاءات مع أعيان المنطقة وشبابها وحتى مع جمعيات المجتمع المدني، لتقديم ما يشبه الحصيلة الخماسية من سنة 2012 إلى غاية 2016، من أسئلة شفوية وكتابية وحتى انشغالات المواطنين التي وصلتهم وتم رفعها للسلطات المحلية والوطنية، في محاولة منهم لإقناع المواطن بدور النائب وفعاليته في قضاء حوائج المواطنين، بعد الحملة الشرسة التي تعرضوا لها مؤخرا عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، جراء التصويت على كل من قانوني المالية لسنة 2017 وقانون التقاعد الذي صدر مؤخرا في الجريدة الرسمية.
يحاول بعض النواب إقناع مواطني قراهم ومداشرهم التي ينتمون إليها بضرورة المشاركة في الاستحقاقات القادمة والتصويت عليهم، من خلال المكوث بينهم لمدة معينة، ومحاولة نسيان العاصمة وأجوائها، من خلال العودة إلى اللباس التقليدي، وجلسات الشاي والقهوة التقليدية وفي الأماكن العمومية، بدل القاعات الفاخرة في العاصمة أو البدلة وربطة العنق التي لم تفارق البعض منهم طيلة خمس سنوات كاملة، في محاولة منهم لاستعطاف البعض.
وحسب ما تظهره تعليقات بعض الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإنهم يرفضون مثل هذه الأساليب، معتبرين أن أغلب النواب الذين مروا خلال هذه العهدة على الغرفة السفلى لم يخدموا عموم المواطنين، من خلال قبولهم بقوانين يرونها ليست في صالح الجزائري البسيط، خاصة ما تعلق بقانون المالية لسنة 2017، ناهيك عما أثير عن النواب بخصوص منحة نهاية السنة التي تم تقليصها إلى النصف، بسبب الضغوطات التي كانت على النواب خاصة من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
