البلاد - زهية رافع - كذّب وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، ما أثير بشأن الميزانية التي خصصتها الوزارة لترميم كنيسة ”سانتا كروز” بوهران، عشية تطويب الرهبان المسيحين، السبت الماضي، قائلا ”لن نغامر ببناء الكنائس وترميمها بميزانية المساجد”.
واتهم عيسى الأطراف التي روجت لهذا الطرح بالكذب على الناس، من قال إن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف شيّدت كنيسة ”سانتا كروز” بوهران، فهي موجودة منذ سنة 1850.
واستطرد قائلا ”وكذب على الناس من قال إن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أنفقت على ترميم كنيسة ”سانتا كروز” مبلغًا يحسب بعشرات الملايير من السنتيمات، لأنها لا تملك هذه الميزانية”.
ورغم أن عيسى تحاشى ذكر رئيس تنسيقية الأئمة، حجيمي بالاسم، على اعتبار أنه هو من صرح بأن مبلغ الترميم بلغ 34 مليار سنتيم من خزينة الوزارة التي صرفت هذا المبلغ على ترميم الكنيسة، في الوقت الذي تتحرج من رفع مطلب تسوية أجور الأئمة ومطالبهم لدى الحكومة.
وحاول عيسى تبرئة دائرته الوزارية من هذه العملية، التي أثارت جدلا واسعا واستنكارا قويا من قبل الأئمة وحتى المواطنين، الذين عبّروا عن استيائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكد عيسى في السياق الميزانية الضعيفة جدًا التي تملكها الوزارة ما زالت تقسٌمها على الجمعيات المسجدية لتستكمل مشاريع المساجد وسكنات الأئمة فقط لا غير، ولن تغامر ببناء الكنائس وترميمها بميزانية المساجد.
وجاءت توضيحات الوزير محمد عيسى، عقب الضجة التي صاحبت عملية تطويب 19 راهبًا، ممن قُتلوا خلال العشرية السوداء في الجزائر، بينهم رهبان تبحيرين السبعة، وذلك في احتفال أقيم السبت الماضي، في كنيسة ”سيدة النجاة” في ”سانتا كروز” بأعالي ولاية وهران.
ويبدو أن السجال بين عيسى ورئيس التنسيقية الوطنية لنقابة الأئمة يأخذ منحى تصاعديا، تشتد فيه القبضة الحديدية بين الرجلين، حيث يسجل عيسى في الفترة الأخيرة، ردودا يومية ضد تصريحات حجيمي، الأمر الذي يوحي بتصدع كبير بين الوزارة وأئمتها، فهل هذه المؤشرات ستكون بداية الضغط على عيسى فقط، خاصة مع تهديد نقابة حجيمي بشن اعتصام قوي شعاره ”العمائم البيضاء ”، أم أنها ستتحول إلى كابوس قد يعصف بحقيبة الوزير في ظل الحديث عن تغيير حكومي وشيك.
