-“العلاقات الجزائرية السعودية ممتازة
رغم الخلافات الطفيفة”
- “لا بد من الحفاظ على المكاسب الاجتماعية
لأنها مرجعية تاريخية”
أكد الوزير الأول، عبد المالك سلال، أن العلاقات الثنائية التي تجمع الجزائر والمملكة السعودية “ممتازة”، رغم “التناقض الذي يبدو بين الحين والآخر في نقاط طفيفة”، مضيفا “ولكن في الأصل علاقاتنا جيدة”، مشيرا إلى تضامن الجزائر ووقوفها إلى جانب العربية السعودية في محاربة الإرهاب، مؤكدا أن الشعب الجزائري سيكون بالمرصاد لكل من يحاول المساس بالأماكن الإسلامية في البقاع المقدسة.
قال سلال في حوار خص به قناة الإخبارية السعودية، إن العلاقة بين الشعبين تربطهما “علاقة محبة”، موضحا رغم أنه “من حين إلى آخر هناك فهم يبدو متناقضا ولكن في نقاط طفيفة”، مضيفا “ولكن في الأصل علاقاتنا أؤكد نيابة عن الرئيس أنها جيدة”.
موضحا أن الجزائر ستقترح على قادة المملكة السعودية “علاقات مبنية على إستراتيجية واعدة بين الدولتين”.
ودعا سلال رجال الأعمال السعوديين للاستثمار في الجزائر، مؤكدا أن الحكومة عملت على فتح المجال للاستثمار الأجنبي من خلال التسهيلات الكبيرة التي سيجدونها في الميدان بتسهيل منح العقار الصناعي، والقروض البنكية وتخفيف كبير في الإجراءات البيروقراطية، مشيرا إلى أن الحكومة الجزائرية تفضل خبرة رجال الأعمال في القطاع العمومي أو الخاص “سنسهل ونفتح المجالات”، خاصة في إطار قطاع البتروكيماء والفلاحة السياحة والرقمنة.
وأكد الوزير الأول تضامن الجزائر ووقوفها إلى جانب العربية السعودية في محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن الشعب الجزائري سيكون بالمرصاد لكل من يحاول المساس بالأماكن الإسلامية في البقاع المقدسة. وقال سلال في افتتاح لقاء المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والسعوديين أن الشعب الجزائري برمته “سوف يهب كرجل واحد للدفاع عن البقاع المقدسة بالمملكة العربية السعودية في حال تعرضها لأي تهديد إرهابي”، مبرزا أن هذا “أمر مقدس بالنسبة لنا”.
وعلى صعيد الاقتصاد الوطني، أوضح سلال أن الجزائر منذ جويلية 2014 عرفت تراجعا كبيرا في مداخيلها المتعلقة بالجباية البترولية إلى 70 بالمائة تقريبا “مازلنا لحد الآن نقاوم”، معتبرا أنه تم اغتنام الفرصة “الثمينة بالنسبة للاقتصاد الوطني” لتغيير النظرة، وأضاف أنه “منذ سنتين شرعنا في تغيير النظرة والأبعاد الاقتصادية”، كما أكد “لا بد من الحفاظ على المكاسب الاجتماعية لأنها مرجعية تاريخية وسياسة الدولة منذ الثورة”.
وأن الحكومة تعتمد على أرباب العمل “الذين ساعدناهم”، حيث إن هناك اتفاقا في الثلاثية “لنسير مدة 05 سنوات في تفاهم كامل”، من خلال الاتفاق على حل مشاكل العقار الصناعي والقروض البنكية والبيروقراطية، وقال “نحن في شبه ثورة اقتصادية لتنويع الاقتصاد الجزائري”.
وفي هذا السياق، أكد سلال أن الهدف الأسمى من زيارته للسعودية هو “تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين”، وأضاف “أنا على يقين أن هناك مشاريع كبيرة يمكن إنجازها بيننا”، حيث كشف عن اتفاق في قطاع المحروقات يبرم بين أرامكو السعودية وسوناطراك لاكتشاف البترول في الجزائر، مع أن الهدف أيضا “رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، زيادة على المشاورات السياسية والأمنية، وتحسين العلاقات في الميدان الاقتصادي”، معربا عن “تفاؤل كبير في هذا الجانب”.
وبخصوص سياسة ترشيد النفقات المنتهجة من قبل الحكومة، قال سلال “سياستنا مركزة على التحكم في الميزانية الوطنية لأن فيه تراجعا للمداخيل”، مؤكدا أنه “تم بذل جهد لتحسين الإنتاج في البترول” حيث ارتفع في السداسي الأول بأكثر من 5 بالمائة، و«هناك تحكم أكثر بالنسبة للمصاريف العمومية”، من خلال “تقليص في جانب التسيير”، مؤكدا “لم نخفض الجانب الاجتماعي مثل السكن” حيث “تم وضع المقاولة والمؤسسة في قلب التطور الاقتصادي”، لأنهما تخلقان الثروة ومناصب الشغل “لتقليص استغلال الميزانية العمومية”.
وفي الأخير، دعا سلال الشركاء السعوديين للاستثمار في المناجم فقال “تدريجيا سنستغل العديد من المناجم مثل الذهب والحديد اليورانيوم”، مذكرا بأن هذا لمجال خلاق للثروة حيث أنه مؤخرا شجعت الحكومة الاستثمار في الإسمنت “السنة المقبلة سنصدر الأسمنت والشيء نفسه بالنسبة للحديد الذي قد نصدره 2017”.
