البلاد - آمال ياحي - تشير أخر التقارير عن الوضعية المالية لـ “إير ألجيري” لتحقيقها رقما إيجابيا خلال العام 2019، بعد أن نجحت في ضخ مبلغ بقيمة 53 مليار دينار في خزينتها، جراء الأرباح وهو انتعاش لم تشهده الشركة سابقا، مبرزا في هذا السياق أنها تبحث عن تحقيق استقلاليتها المالية ولو أن الدولة هي الشريك الأول للشركة، حيث تقوم باقتناء الطائرات، إلا أنها تعمل على تسديد مستحقاتها.
ودعما لهذا الاتجاه الجديد الرامي إلى إنقاذ الشركة من شبح “الإفلاس” الذي كان يهددها طيلة سنوات من العجز المالي وسوء التسيير، سجلت شركة الخطوط الجوية الجزائرية حضورها مؤخرا في ملتقى الجمعية العامة الـ 51 لشركات الطيران الافريقية، مما ساهم في كسب زبائن جدد راغبين في الاستفادة من خدمات الصيانة التي تتم بأيادي جزائرية 100 بالمائة، حيث وضع تحت تصرف 6 شركات إفريقية قاعدة الصيانة الكبرى. فيما تسعى الجوية الجزائرية إلى توسيع شبكتها التجارية، لا سيما وأن العديد من شركات الطيران الافريقية لا تحوز على رخصة النشاط في المجال الجوي الأوروبي، مما جعلها تلجأ إلى خدمات الشركة العمومية للنقل الجوي.
وحسب المتتبعين لملف الجوية الجزائرية، فإن الأخيرة “عادت من بعيد”، حيث إنها إلى وقت قريب غابت عن قائمة ضمت 100 شركة طيران عبر العالم تقدم أحسن خدمات خلال سنة 2017، الأمر الذي دعا السلطات إلى وضع خطة جديدة لإعادة بعث الشركة، لا سيما بعد تسجيل تدني مستوى ونوعية الخدمات التي تقدمها الجوية الجزائرية على مختلف الأصعدة، ما فرض عليها بذل جهود مضاعفة للحاق بركب المؤسسات المتخصصة في النقل الجوي والتي أبدعت خدمات من خمس نجوم رفعت من خلالها سقف المنافسة إلى أعلى مستوياته.
من جهة أخرى، صنفت شركة الخطوط الجوية الجزائرية ضمن الشركات الأكثر احتراما لمواعيد الرحلات مقارنة بشركات الطيران الأخرى في روسيا واحتلت المرتبة الثالثة من بين 82 شركة طيران أجنبية في مطار “اسفو موسكو” الروسي لعام 2019. كما تحصلت الجوية الجزائرية على التتويج خلال الحفل الذي نظم بهذه المناسبة.
وصرحت الشبكة الروسية للنقل الجوي في بيان لها أمس أن رؤيتها ترتكز في التصنيف على الخروج من النموذج التقليدي وهذا باقتراح أشكال أخرى من الخدمات التي تتماشى وتطلعات مختلف الزبائن. وجاء هذا “الاعتراف” من هيئة دولية على تحسن مستوى الخدمات لدى الخطوط الجوية الجزائرية لينعش الشركة التي باتت مؤخرا تراهن على مواصلة تطبيق الإستراتيجية الجديدة لبلوغ نسبة نمو مميزة بحثا عن تقليص دعم الخزينة العمومية لها من خلال عرض خدماتها في مجال الصيانة والشحن على عدد من شركائها. فيما تمت مراجعة علاقة الإدارة مع الشركاء الاجتماعيين، الأمر الذي أسفر عن هدنة ساهمت في تجسيد الأهداف المسطرة، خاصة بعد توقف إضرابات العمال وعودة الاستقرار داخل الشركة.
