هذه هي التحديات التي ستواجه الجزائر في مجال الفلاحة

سفير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بالجزائر نبيل عساف لـ "البلاد"

نبيل عساف
نبيل عساف

35.7 بالمائة من نساء الجزائر يعانون من فقر الدم

  11.7 بالمائة من أطفال دون الخامسة يعانون من التقزم في الجزائر

 

البلاد - الطاهر سهايلية  - يرى سفير منظمة التغذية والزراعة الفاو بالجزائر "نبيل عساف"، أن الجزائر حققت نتائج إيجابية في قطاع الفلاحة خلال السنوات الفارطة، كما تشهد استقرار نسبي خلال هذه الصائفة، إلا أن ستواجه تحديات في المستقبل التي قال عنها السفير أن الجزائر قادرة على التغلب عليها وبذلك من خلال اعتمادها على إمكانيات حديثة واستراتيجيات سطرتها المنظمة لمساعدة الدول التي تواجه تحديات في شتى المجالات.

وتحدث عساف في هذا الحوار الذي خص به "البلاد" بلغة الأرقام حيث قدم لنا بعض الإحصائيات المتعلقة بنسب كالتقزم والبدانة وفقر الدم هذه الأخيرة التي شهدت إرتفاع كبير في فئة النساءالجزائريات.

وأرجع الدبلوماسي اللبناني في ختام حديثه، ارتفاع نسبة الفقر والجوع والأمراض في العالم على غرار الصومال واليمن إلى الحروب التي تأكل الأخضر واليابس، مشيرًا إلى أن الفاو تدخلت لمساعدة 25 مليون شخص في 70 دولة.

 

* ما تقييمكم لقطاع الفلاحة في الجزائر؟

عساف : لقد عرف قطاع الفلاحة في الجزائر قفزة نوعية خلال العشرين سنة الأخيرة، نظرًا لعدة عوامل ساهمت في ذلك بدعم الإستثمار في هذا المجال، برامج الدعم الفلاحي لتحفيز الفلاحين على ممارسة نشاطهم في ظروف نوعية، وتوفير القروض المدعمة دون فائدة، والبذور والشتلات ذات الجودة العالية، وكذا زيادة الأراضي المروية حيث بلغت مساحتها 1.3 مليون هكتار وهي مؤهلة للزيادة لتصل إلى 2.16 مليون هكتار، كما تم الاعتماد على استخدام التقنيات الحديثة المثمنة للمياه في مجال الري. ولهذا فإن استغلال مناطق لم تكن تعد من المناطق الزراعية على غرار منطقتي بسكرة والوادي قد ساهم في نمو هذا القطاع الذي شهد نموًا يقدر بـ10 بالمائة خلال عام 2018.

ومن أجل المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وتقليص الإستيرادات، تم إستحداث أو ما يسمى بالاستزراع المائي، حيث منحت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري 145 امتياز للإستزراع المائي وقد أعطى هذا نتائج مشجعة للجنوب.

كما تساهم الفاو في دعم الأمن الغذائي بزيادة مساهمة الموارد الطبيعية، كالغابات مثلاً وذلك بتقديم الدعم الفني للمؤسسات الصغرى التي ترتكز على المنتجات الغير خشبية مثل الصنوبر والخروب وإكليل الجبل على سبيل المثال لا الحصر.

 

* فيما تكمن النقائص التي يعاني منها هذا القطاع... وما هي مقترحاتكم لتطويره؟

عساف : سؤال مهم لقد اعتمدت الجزائر على تكثيف الزراعة ولكن هذا يتطلب ضخ المزيد من المياه في الزراعة، فالجزائر تعاني من ضعف في مردود بعض المحاصيل مقارنة بالقدرات المتاحة بمردود بعض المحاصيل الحقلية والحبوب مازال ضعيفًا نوعًا ما، حيث يتراوح المردود أو يتأرجح في حدود 15 قنطارًا، فهو يعتمد أساسًا على سخاء السماء، فإذا شحت الأمطار وبخاصة المراحل الحرجة لنمو النبات فهذا يؤثر سلبًا على المردود، وهو ما نتوقعه لأنه السيناريو الأكثر ترددًا، وخاصة في الظروف الحالية المتمثلة في التغيير المناخي، لذا يجب اعتماد إستراتيجية الري التكميلي، تعمل على التقنيات الحديثة الموفرة للمياه وإلى مساعدة صغار المزارعين.

نقطة أخرى يعاني منها هذا القطاع تعاني، فهو يعود إلى قدم أو التقدم في العمر للآلات الفلاحية، حيث تساعد المنظمة في إيجاد الحلول المناسبة لذلك، وهنا أود أن أشير إلى أنه يمكن تطوير هذا القطاع وذلك بالإعتماد على الثالوث المتمثل في توفير المياه وزيادة إنتاجيتها، وكذا تحديث وتجديد الآلات الفلاحية، دون أن ننسى التنويع الزراعي بالإعتماد على الموارد الطبيعية التي تساهم في الأمن الغذائي كالإعتماد على المنتجات الغير الخشبية والإستزراع المائي.

 

* فيما تتمثل الأسباب الفعلية التي أدت إلى عدم تحقيق الجزائر اكتفائها الذاتي؟

عساف: لقد غطت الزراعة المحلية 75 بالمائة من احتياجات الجزائر في عام 2018 وهذا أداء جيد، لأن بعض المحاصيل لا يمكن إنتاجها محليًا لكونها تتطلب الكثير من الماء من أجل إنتاجها كقصب السكر والشمندر السكري (البنجر) ولكن الأداء سيبقى جيدًا للزراعة في الجزائر باعتمادها على الثالوث الذي ذكرناه سابقًا.

 

* كيف تقيمون الدور الذي تقوم به الجزائر داخل المنظمة؟

 لا يخفى عليك، فإن الجزائر تقوم بدورٍ محوري داخل المنظمة ويتجسد ذلك من خلال المشاريع المبرمجة في تعزيز الكثير من آفاق التعاون بين الجزائر والمنظمة في تكثيفه وتعبئة المانحين، كما أشار إليه وزير الفلاحة سابقًا شريف عماري.

* هل يمكن أن تكشف لنا عن المشاريع التي تود الفاو الاستثمار فيها بالجزائر؟

بطبيعة الحال، المنظمة حاليًا نحن بصدد الاستثمار في مشاريع عديدة بالجزائر على غرار تثمين المنتجات الغابية والمساعدة التقنية لإنشاء مؤسسات صغيرة للمشاريع الغير خشبية، بالإضافة لإعادة تأهيل السد الأخضر والنظم البيئية للفلين والبلوط وكسكس، وكذا المساعدة التقنية في تسيير حرائق الغابات، دون أن ننسى التنمية المتكاملة للمناطق الجبلية، بالإضافة إلى تنفيذ خطة عام 2030 حول كفاءة المياه وإنتاجيتها في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، ودعم منصة التعاون الإقليمي لمبادرة شح المياه لزيادة إنتاجيتها، إضافة إلى دراسة تنمية وتعبئة الموارد المائية وتثمين المياه على مستوى المزارع الصغيرة، وتثمين التين الشوكي والمساهمة في تطوير زيت الزيتون البيولوجي والصيد البحري.

 

* اعتمدت الجزائر استراتيجية اقتصادية للخروج من الاعتماد على قطاع المحروقات والتوجه نحو الزراعة، حسب معرفتكم ما هي التحديات التي ستواجهها في الجانب؟

نحن نشجع ذلك خاصة الدول التي لديها إرادة في تنويع اقتصادها، فالجزائر حققت نتائج إيجابية في قطاع الفلاحة ويبدو أن هذه النتائج ستستمر خلال السنوات القادمة ولكن ستصطدم هذه النتائج بتحديات صعبة، حيث تهدف الحكومة إلى توسيع نطاق المساحة المروية لتصل خلال السنتين القادمتين إلى 2.16 مليون هكتار وهذا يتطلب المزيد من المياه لتلبية احتياجات الزراعة.

تحدي آخر ستوجه الجزائر وهو تحسين الإنتاجية والنوعية من أجل وضع المنتوج الجزائري في السوق العالمي وهذا يتطلب مقاييس معينة يجب مراعاتها واحترامها من أجل إنتاج محصول مطابق للمواصفات الدولية. كما أن الجزائر تمتلك الأراضي الشاسعة والقدرات للتغلب على هذا التحدي بزيادة فرص الاستثمار.

 

* هل لديكم نشاطات تنوون تنظيمها عما قريب بالجزائر؟

بطبيعة الحال.. لدينا عدة نشاطات من أبرزها اليوم العالمي للتغذية الذي يصادف الـ16 من شهر أكتوبر من كل سنة والذي سيحمل شعار " أفعالنا هي مستقبلنا.. وجبات صحية لعالم بدون مجاعة" والذي يبرز أحد الأهداف الإستراتيجية الخمسة للمنظمة المتمثل في "الإسهام في استئصال الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية" والذي يدخل ضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2 من أجل عالم خالٍ من الجوع.

ولعل الحدث المهم للمنظمة لتكثيف التعاون وتعزيزه مع الجزائر هو توقيع إطار البرمجة القطرية في 10 جوان 2019 بين الفاووالجزائر والذي يحدد أولويات التعاون على مدى السنوات الأربع القادمة 2019 ـ 2022.

 

* الكثير يجد صعوبة في فهم بعض المصطلحات التي تطلقها منظمات الأمم المتحدة على غرار مصطلح التقزم .. ما هو التقزم؟

مصطلح التقزم عند الأطفال هو نتيجة لنقص تغذية الأمهات وعدم كفاية التغذية للرضع والأطفال الصغار أي دون الخمس سنوات.

إن الهدف الطموح لجمعية الصحة العالمية OMS المتمثل في تخفيض عدد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات بنسبة 40 بالمائة بحلول 2025 سمح بتمرير التزام السلطات والشركاء في التنمية الدولية نحو هدف موحد.

 

* كم تبلغ نسبة التقزم والبدانة وفقر الدم لدى الجزائريين؟

إن الإحصائيات المتاحة لدينا تظهر أن نسبة التقزم في المجتمع الجزائري قد بلغت 11.7 بالمائة بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات في سنة 2012 وهي نسبة أقل بكثير من نسبة التقزم بالقارة الإفريقية لتلك السنة حيث قدرت بـ 32.6 بالمائة.

أما بخصوص نسبة البدانة، فقد بلغت 26.6 بالمائة بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة في سنة 2016 وهي في ارتفاع مستمر بحسب الإحصائيات إذا إنتقلت من 23.1 بالمائة سنة 2012 إلى 26.6 بالمائة في سنة 2016.

أما بخصوص فقر الدم فقد بلغت نسبته 35.7 بالمائة سنة 2016 وهذه النسبة تخص فئة النساء في سن الخصوبة اللواتي تتراوح أعمارهم ما بين 15 ? 49 سنة. وهي نسبة تقارب نسبة فقر الدم في إفريقيا والمقدرة بـ 37.7 بالمائة لنفس السنة.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33970 شهيد

  2. إطلاق خدمة بطاقة الشفاء الإفتراضية.. هذه هي التفاصيل

  3. رياح قوية وزوابع رملية على 5 ولايــات

  4. انفجارات في أصفهان وتقارير عن هجوم إسرائيلي

  5. رهانات قوّية تُواكب مشروع مصنع الحديد والصلب في بشار

  6. رسميا.. مباراة مولودية الجزائر وشباب قسنطينة بدون جمهور

  7. "الله أكبر" .. هكذا احتفل نجم ريال مدريد بفوز فريقه (فيديو)

  8. لليوم الثالث.. موجة الفيضانات والأمطار تجتاح الإمارات

  9. تسقيف هوامش الربح على لحوم الأغنام والأبقار المستوردة

  10. بريجيت ماكرون المعلّمة التي تزوّجت تلميذها.. في مسلسل من 6 حلقات!