جحيم كورونا يحاصر عائلات جزائرية تقيم في مدن هندية

إطار جزائري يصف الوضع بالمعقد بسبب نفاذ الأكسجين الطبي

البلاد.نت/رياض.خ- تنتشر رائحة الموت في كل مكان في دولة الهند، بعدما تحولت إلى اخطر بؤرة وبائية ورابع دولة من حيث الوفيات وتتجه لتصبح الأولى بسبب متحور كوفيد-19 الهندي، الذي رصد في أغلب دول العالم وبات يثير الرعب في العالم، في الوقت الذي كانت فيه الهند إلى وقت قريب أكبر مصنع للقاحات في العالم.

هذا الوضع الوبائي بات يطوق عائلات جزائرية تقيم في بومباي العاصمة الاقتصادية للهند، المدينة الأكثر تضررا من الموجة الوبائية إلى جانب نيودلهي العاصمة الإدارية،ووصفت عائلة " حريشان " على لسان البيولوجي " حسان المقيم رفقة عائلته منذ سنة 2009 في بومباي الناشط في ميدان "الصيدلة البيولوجية" ، الوضع في الهند بالخطير والمعقد، حيث يعم الخوف جميع السكان بسبب تسونامي الموت الذي يواصل حصد مئات الأرواح يوميا.

وذكر "حريشان حسان" في اتصال مع "البلاد نت" المنحدر من ولاية الشلف، أن حياة عائلته انقلبت رأسا على عقب بعد خروج الوضع الوبائي عن السيطرة، موردا “لا نُغادر البيت نهائيا، ممنوع حتى أن تفتح باب منزلك، وما تحتاجه من طعام يجب أن تطلبه عن طريق الإنترنت إلى حين وصوله، لافتا إلى أنه انقطع عن العمل في الفترة الأخيرة حماية لعائلته بالرغم انه يشتغل في شركة أمريكية متخصصة في الصيدلة الحيوية.

وأشار المتحدث إلى أن الوضع بات يلامس " الخطورة بعينيها " إلى حد نفاد الأكسجين الطبي في جميع المستشفيات وغياب أسرة الإنعاش لاسيما في بومباي، نيودلهي و كوهيما على حد قوله، وهو ما يهدد ليس فقط المصابين بالفيروس بل أيضا المرضى بأمراض أخرى.

وبتعبير أدق، أكد المتحدث، “الموت هنا في كل مكان جراء نفاد مخزون الأكسجين، ما يجعل الوضع الصحي في الهند أكثر من "الكارثة".

وعزا حريشان، أسباب خروج الوضع عن السيطرة إلى التسيب الذي عرفته الهند على مستوى احترام الإجراءات الوقائية بمجرد تسجيل تراجع في معدل الإصابات اليومية وراحت ترخص لإقامة التجمعات الهندوسية، حيث سمحت السلطات الهندية مؤخرا في مومباي بإقامة مهرجان للهندوس حج إليه ما يزيد عن 10 ملايين شخص دون ارتداء الكمامات أو تباعد جسدي”.

ونبه الجزائري، إلى خطورة تعايش المواطنين مع الفيروس، قائلا " “كنا نعتقد أن الوباء اللعين قد رحل قبل أشهر قبل أن يعود أشد فتكا، و"ها نحن اليوم محاصرون داخل منازلنا " كما أن عائلاتنا تعيش كذلك على وقع الخوف والرعب وتطلب منا العودة إلى الوطن، لكن حتى الرحلات الجوية تم تمديد تعليقها من قبل السلطات الجزائرية لتفادي انتشار السلالات الجديدة، منوها من جهة بتدابير الجزائر في محاصرة الفيروس لمنع تفشيه على غرار ما يقع في الهند، وملتمسا من جهة أخرى من السلطات الجزائرية بالسماح لهم بالعودة، ولو أن الأمر بات من الصعوبة بمكان الترخيص بعودة جزائريين يقيمون في الهند كونها تشكل بؤرة وبائية عالمية الآن.

وفي مدينة أسانسول شرق الهند، لا يختلف الوضع كذلك عن مومباي إذ يحكي شقيقه المهندس الطاقوي، " بدر الدين" الجزائري المقيم هناك منذ سنة 2114 رفقة عائلته والناشط في مجال الصناعة النفطية " مصافي صناعة زيوت الوقود"، أن الكثير من أهالي المرضى لجؤوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن مستشفيات فيها أماكن شاغرة وتملك إمدادات من الأكسجين لمعالجة ذويهم.

وقال بدر الدين، في حديثها مع "البلاد نت "، إن الإقامة التي يسكن فيها تحولت إلى بؤرة وبائية بعد إصابة أربع عائلات، مشيرا إلى أن، “الناس مجبرون على تلقي العلاج داخل منازلهم بعدما أغرقت المستشفيات بالمصابين وباتت المحارق تعمل بكامل طاقتها للتخلص من "الجثث”.

وأردف محدثنا، أن “العلاج داخل المنازل يعد مهمة صعبة كذلك بسبب ارتفاع أسعار أسطوانات الأكسجين، والمكثفات، والأدوية الأساسية في السوق السوداء، مسجلا ارتفاع أسعار أسطوانات الأكسجين إلى ما لا يقل عن 10 أضعاف السعر العادي”.

خلية أزمة...

جدير بالذكر أنه منذ بداية ظهور الوباء في الهند، حرصت سفارة الجزائر في نيو دلهي في الهند، على إنشاء خلية أزمة يترأسها السفير ومكونة من جميع أعضاء السفارة وتغطي هذه الخلية أيضا، إضافة إلى الهند، دول النيبال، بوتان، مالديف وسيريلانكا.

وكانت السفارة الجزائرية وضعت هواتف العاملين بالسفارة تحت تصرف أفراد الجالية الجزائرية وتبقى على تواصل معهم لمساعدتهم، وتحرص على حثهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني على احترام جميع التدابير الاحترازية التي تفرضها السلطات الهندية.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  4. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  5. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  6. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  7. "الفيفا" تثني على تألق بن زية

  8. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان

  9. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  10. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"