تأخذ شركة سي آر آر سي تشانغتشون الصينية ، على محمل الجد ، مشروع إنجاز مشروع الخط السككي المنجمي الأول في تاريخ الجزائر الرابط بين بشار - تندوف - ومنجم الحديد الضخم في منطقة غارا جبيلات ، على مسافة 959 كلم ، الذي وضع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في شهر نوفمبر الماضي حجر الأساس به.
و أعلنت اللجنة المُكلفة بمتابعة المشروع الإستراتيجي الضخم ، ممثلة عن الشركة الصينية و إطارات الوكالة الوطنية للدراسات و مُتابعة الإستثمارات في السكك الحديدية (أنسريف) ، إضافة إلى مديرية مُتابعة المشروع ، عن إحراز تقدم لافت في أشغال المشروع ، وذلك خلال جولة تفقد جديدة إلى المقطع السككي الثالث المُمتد من النقطة الكيلومترية 200 نحو أم العسل ومن تندوف إلى غارا جبيلات على طول 575 كلم ، الذي أوكلت مهام إنجازه لتجمع الشركات سي آر آر سي الصينية رائدة مشاريع السكة الحديدية في الصين و كوسيدار للأشغال العمومية .
وكشفت الوكالة الوطنية للدراسات و مُتابعة الإستثمارات في السكك الحديدية (آنسريف) ، أن سير الأشغال تسير بوتيرة جِدُّ متقدمة في ظل انتقالها من مرحلة إلى أخرى بخطى ثابتة ، مبينة بأن وتيرة الإنجاز ستتسارع خلال الأشهر المقبلة بالتزامن مع وصول المشروع إلى مراحل متقدمة سيواكبها ازدياداً في اليد العاملة ، موازاة مع إتمام تنصيب كامل قواعد حياة الشركات المُكلفة بإنجاز المقاطع الثلاثة لهذا المشروع الواعد .
و بحسب ما عرضته وكالة " آنسريف" ، فإن المشروع تخطى مراحله الصعبة، وبدأت معالمه تظهر على السّطح، مضيفة في منشور لها أن المشروع يسير وفق ما خُطط له، تمهيدا لمراحل جديدة من المشروع ، وذلك بعد الانتهاء من ردم 15 مليون متر مكعب من الأتربة، وكذا مليوني متر مكعب للمنصة السفلية لخط السكة الحديدية ، كما سيتم حفر نفق، و تشييد 24 جسرا للسكة الحديدية , إضافة إلى إنجاز 8 جسور للطرق، تفاديا لتقاطعها مع طرق ولائية ووطنية .
كما تتضمن الأشغال بناء 283 منشأة هيدروليكية، وكذا محطتين لنقل المسافرين، والبضائع بكل من العبادلة، وحمادة قير، كما يتم تجهيز الخط، بست محطات للتقاطع مع استحداث ورشة لصناعة العوارض.
وبحسب آخر التفاصيل التقنية الأخيرة ، التي عرضتها وكالة آنسريف ، فإن المشروع الضخم للجزائر ، لنقل خامات حديد" العملاق المنجمي النائم " ، كما يلقّبه الكثيرون .
تم توزيع الأشغال إلى ثلاثة مقاطع بغية الإسراع في وتيرة الإنجاز .
- المقطع الأول يمتد من بشار نحو حدود بني عباس على مسافة 200 كلم، ويتضمن إنجاز محطتين بكل من العبادلة وحماقيـــر يشرف على إنجازه تجمع مؤسسات عمومية تترأسه كوسيدار للأشغال العمومية رفقة شركة EPTP.ALGER, ENGOA, SERO.EST و COSIDER OUVRAGE D'ART و INFRARAIL .
- المقطع الثاني يمتد على مسافة 175 كلم ينطلق من أم العسل نحو تندوف، أوكلت مهام إنجازه لتجمع شركات عمومية تترأسه الشركة الوطنية للأشغال العمومية " سانتيبي " رفقة , سيرور و شركات جزائرية أخرى هي جي آ سي بي و سابتا ، آنفراي .
- المقطع الثالث مقسم إلى جزئين، يربط الجزء الأول بين حماقير (النقطة الكيلومترية 200 ) بأم العسل مسافة 440 كلم ويضم محطتين بكل من تبلبالة وحاسي خبي، بينما يمتد الجزء الثاني من تندوف نحو غارا جبيلات على مسافة 135 كلم ويتضمن محطة واحدة بغارا جبيلات ، أوكلت مهام إنجازه لتجمع الشركات الصينية سي آر آر سي و كوسيدار الجزائرية ، في حين أسندت مهام المراقبة والمتابعة لخمسة مكاتب دراسات جزائرية صينية.
وجددت وكالة آنسريف ، التزامها على صفحتها الرسمية ، بأن هذا المشروع الضخم أو ما يُعرف ب " الرافعة الإقتصادية" سينجز في آجاله التعاقدية في فترة لا تتخطى 30 شهرا ، مضيفة أن الوكالة سبق لها أن أنجزت 700 كيلومتر من السكة الحديدية في الجزائر و تنجز حاليا حوالي 2300 كلم و في مشاريع متنوعة عدة ، سيتم استلامها مع نهاية 2024 .
وسيسمح منجم الحديد غارا جبيلات بإنتاج 40 إلى 50 مليون طن سنوياً من خام الحديد ، ابتداءً من 2026، تزامناً مع إنجاز خط السكة الحديدية ، الذي سيسهل عملية نقل خامات الحديد المستخرجة إلى مصانع الإنتاج للصلب في وهران وجيجل ، وكذا إلى الموانئ البحرية، في إطار تعزيز الصادرات المنجمية للبلاد.
إيرادات تصل إلى 20 مليار دولار سنوياً
ويندرج المشروع السككي المنجمي ، ضمن إلتزامات الرئيس عبد المجيد تبون ، بتحقيق حزمة من المشاريع الإستراتيجية الوطنية الساعية إلى التأسيس لمرحلة جديدة من النمو الداخلي والخارجي للدولة ، بما يعزز مكانتها إقليمياً ودولياً كمركز عالمي للريادة في نقل خامات الحديد إلى الخارج ، حيث يُنتظر أن يدرّ " العملاق المنجمي" مداخيل إجمالية بعد الإنتهاء من كامل مراحل الإنتاج ، التي قد تصل ما بين 10 و20 مليار دولار سنوياً ، إلى جانب كونه كذلك مصدراً هاماً للإيرادات خارج قطاع المحروقات
