شددت لأستاذة المختصة في أمراض العظام والمفاصل بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية المتخصصة في أمراض العظام والحروق بالدويرة، شفيقة حويشات، على ضرورة إدراج الأدوية الموجهة لهذه الأمراض ضمن قائمة الأمراض المعوضة من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وأشارت الأستاذة حويشات على هامش الملتقى الـ 13 للجمعية الوطنية لأمراض العظام والمفاصل إلى معدل الإصابة بمرض التآكل الغظرفي على مستوى الركبتين لدى النساء البالغات 50 سنة فما فوق والمقدر بـ23 بالمائة وعلى مستوى أصابع اليد بـ 26 بالمائة، داعية إلى ضرورة التكفل بهذا المرض بشكل جيد قبل أن يتطور إلى إعاقة، داعية إلى ضرورة إدراج الأدوية الموجهة لعلاج أمراض العظام والمفاصل ضمن قائمة الأمراض المعوضة من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وبخصوص مرض هشاشة العظام، أكدت المختصة أن نسبة الإصابة به لدى هذه الشريحة العمرية تتجاوز 30 بالمائة، مما يستدعي تعزيز الوقاية والتوعية قبل أن يحط المرض رحاله ويعرض المصابين به، لا سيما النساء إلى كسور متكررة.
وللوقاية من الإصابة المبكرة بهذه الأمراض، شدد رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض العظام والمقاصل الأستاذ الهاشمي جودي، على ضرورة اعتماد نظام غذائي متوازن والقيام بحركات رياضية منتظمة منذ الصغر. وأشار من جهة أخرى إلى أن نسبة 90 بالمائة من النساء الجزائريات يعانين من نقص في الفيتامين “د”، مرجعا ذلك إلى عدم تعرضهن إلى أشعة الشمس بشكل كافي ونمط الحياة العصرية المتمثلة في سكنات تفتقد في غالب الأحيان إلى هذه الأشعة.
وكشف الأستاذ هانس ديدي من المركز الجامعي الاستشفائي لمدينة لوزان السويسرية من جهته عن تطوير تجهيزات تساعد على تشخيص صلابة وهشاشة العظام، لا سيما لدى النساء في سن اليأس وبشكل دقيق مقارنة بالتجهيزات التقليدية، مشيرا إلى البحوث التي يقوم بها المستشفى في مجال هندسة العظام الدقيقة مما يسهل الحصول على معلومات كافية في وقت وجيز.
وشدد في هذا السياق على جوانب الوقاية والتوازن الغذائي السليم، إلى جانب ممارسة الرياضة منذ الصغر للحفاظ على صلابة العظام والتخفيض من التعرض إلى الكسور المتكررة عند بلوغ سن الشيخوخة. كما أكد المختص السويسري على عدم التخلي عن العلاج في حالة التعرض إلى الإصابة بأمراض العظام والمفاصل لتفادي تعقيدات المرض المعيقة، مشيرا في هذا المجال إلى أن امرأة من بين الثلاثة في سن الـ 50 فما فوق معرضة إلى الإصابة بكسور، لا سيما على مستوى الورك بين 20 و30 بالمائة من هذه الإصابات تؤدي إلى تدهور حالة المرضى وبالتالي إلى الوفاة.
ودعا بالمناسبة إلى ضرورة الكشف المبكر عن هشاشة العظام باعتباره مرض “صامت” لايظهر إلا بعد تدهور وظائف العظام مما يؤثر سلبا على نوعية حياة المصابين به. يذكر أن هذا اللقاء العلمي الذي يدوم ثلاثة أيام موجه إلى التكوين والتكوين المتواصل، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب بين المختصين والاطلاع على المستجدات العلمية التي توصل إليها العالم في اختصاص أمراض العظام والمفاصل.
