التركيب العشوائي للأجهزة وقلة المتخصصين يضعان الجزائريين تحت رحمة "القاتل الصامت"‎‎

 لا يكاد يمر يمر دون أن يتم تسجيل حالات هلاك أشخاص اختناقا بسبب ما يسمى بغاز أحادي أكسيد الكربون أو ما يطلق عليه اختصارا ب "القاتل الصامت" لكونه ليس له لون أو رائحة وقابل للاشتعال، وهي خصائص عديدة تجعله خطيرا، ويمكن أن يقتل دون أن يشعر به أحد.

وتطرح فواجع "القاتل الصامت" المتكررة في ربوع الوطن، التي سلبت أرواحا بالجملة على شاكلة حوادث المسيلة ، سطيف ومستغانم، التي سلبت 17 روحا في ال 24 ساعة الماضية، مسألة التحكم في تجهيزات التدفئة التي يتم استعمالها بقوة من طرف الجزائريين في عز الشتاء، كما تعيد هذه التراجيديا المتكررة، النقاش مجدداً حول التركيب الخاطئ لهذه الأجهزة، أمام قلة المختصين في هذا المجال الحساس جدا.

وبرأي مراقبين تحدثوا ل " البلاد نت "، فإن ما قد يتسبب في خسائر في الأرواح جراء هذه الأجهزة، يتمثل في طريقة تركيبها بالمنازل، ناهيك على أن الكثير من الزبائن يعمدون إلى وضعها في مواقع لا تخضع إلى شروط التهوية، فيما يعمد آخرون إلى وضع " سخانات المياه "، داخل الحمامات، ما يتسبب في اختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون، ويؤدي بسلب أرواح احيانا في ريعان الطفولة.

وسجلت مصدرنا أن الأجهزة التي تدخل السوق الجزائرية، تخضع لمجموعة من المواصفات التي يتوجب احترامها، مشيرا إلى أنه لا يمكن إدخال تجهيزات لا تتوفر فيها المواصفات المحددة سلفا.

كما أن هذه المعدات الخاصة بسخانات الماء المستوردة أو أجهزة التدفئة تحديداً، تخضع للمراقبة من طرف المصالح المختصة، كما تخضع للمراقبة داخل السوق الوطنية، لكن تركيبها الخاطئ، هو ما يضع الأسر الجزائرية تحت رحمة " القاتل الصامت".

ويجمع الكثير من الملاحظين في الجزائر، أن ما يفاقم من خطر الاختناق و يرفع منسوب الوفيات بشكل أسبوعي ، غياب تقنيين متخصصين للقيام بتركيب هكذا أجهزة مستوردة، على اعتبار أن هناك معايير مضبوطة في عملية التركيب، بحيث تم التأكد في الآونة الأخيرة أن أبرز أسباب الفواجع التي وقعت في مدن جزائرية ، كانت نتيجة عدم إحترام إجراءات الأمن الضرورية لاسيما نقص التهوية داخل المنازل، وعدم مطابقة أجهزة التدفئة للتنظيم المعمول به.

هذا إضافة الى استعمال أجهزة أخرى غير مصممة لهذا الغرض، كما يضاف الى ذلك عدم اللجوء إلى مختصين في وضع هذه الأجهزة وعدم إخضاعها للصيانة بشكل “منتظم” من طرف عمال مؤهلين يقومون بهذا الجانب الأمني الحساس ، وذلك لتفادي حالات الاختناق والوفاة بغاز أحادي أكسيد الكربون " ، التي صارت آخذة في الإرتفاع سنويا وأصبحت تتخطى 100 حالة وفاة في العام الواحد وإنقاذ أكثر من 1500 شخصا في السنة.

ومعلوم أن وزارة الداخلية الجزائرية، أطلقت في الثالث من ديسمبر الماضي، حملة وطنية لتعزيز الجهود التوعوية حول أخطار استخدام الغاز المنزلي، بعد تكرر حوادث الإختناق بأحادي أكسيد الكربون.

وتقود وزارة الداخلية ، حملة وطنية مستمرة بمشاركة عدد من القطاعات الوزارية، الهيئات والمؤسسات ذات الصلة، وفعاليات المجتمع المدني، هادفة لرفع الوعي لدى كل شرائح المجتمع وتعميم الثقافة الوقائية لمجابهة الآثار الخطيرة المتصلة بها". وأكدت أن السلطات تسعى من خلال هذه المبادرة إلى إرساء ثقافة الوقاية والتعريف بكيفية التعامل مع أخطار الغاز الطبيعي والغازات المحترقة للتقليل من الحوادث المميتة التي يتسبب فيها. وأهابت وزارة الداخلية بكل المنظمات والناشطين المجتمعيين من أجل الإنخراط في هذا المسعى، مشيرة إلى أن تظافر جهود الجميع من شأنه المساهمة في إنقاذ أرواح.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. طقس الأربعاء.. أمطار ورياح قوية على هذه الولايات

  2. إطلاق خدمة رقمية جديدة وهامة تتعلق ببطاقة الشفاء

  3. تسهيلات النقل الجوي وإنجاز أطروحة الدكتوراه في الوسط المهني على طاولة الحكومة

  4. مجلس الأمة يفتح باب التوظيف

  5. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33899 شهيد

  6. الصحفي والمعلق الرياضي محمد مرزوقي في ذمـــة الله

  7. غدًا الخميس.. مجلس الأمن يصوّت على عضوية فلسطين

  8. منح دراسية في اليابان للطلبة الجزائريين

  9. بعد حادث وحدة تحضير المواد و التلبيد.. هذا هو الوضع في مركب سيدار الحجار

  10. ارتفاع مصابي عرب العرامشة إلى 18 إسرائيليا